تنفّذ إيران مشروعات ضخمة في محيط حقل بارس الجنوبي، أحد أكبر حقول النفط والغاز في العالم، ضمن خطتها لزيادة الصادرات وتحقيق أفضل استفادة ممكنة من مواردها الطبيعية.
وفي هذا الإطار، قال الرئيس التنفيذي لمنطقة بارس الجنوبي للطاقة سخاوت أسدي: يجري -حاليًا- تنفيذ 30 مشروعًا استثماريًا بقيمة 21 مليار دولار في المنطقة، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتحصصة.
وأضاف -في اجتماع مع العاملين في مؤسسة منطقة بارس الجنوبي-، إن “من بين المشروعات 5 لتكرير النفط قيد الإنشاء باستثمارات 5 مليارات دولار”، حسبما ذكرت وكالة إرنا.
إنتاج حقل بارس الجنوبي
أعرب أسدي عن تقديره لمديري وموظفي وعمال البتروكيماويات ومجمعات الغاز والمحطات البحرية، مشيرًا إلى أن حقل بارس الجنوبي أسهم بنحو 70% من إنتاج الغاز في إيران خلال العام المالي الماضي (انتهى 20 مارس/آذار).
وأشار إلى أن المنطقة شهدت زيادة بنسبة 40% في إنتاج المنتجات البتروكيماوية، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
من جانبه، أعلن نائب العضو المنتدب لشركة جنوب بارس للغاز حسين شمشيري، أن مجمع جنوب بارس للغاز أنتج 17.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في الشتاء الماضي، بزيادة 6% عن العام الماضي.
وأضاف أن ما بين 70 و80% من احتياجات البلاد خلال هذه المدة تمت تلبيتها من قبل حقل بارس الجنوبي، حسبما ذكرت وكالة شانا الإيرانية.
وتحسّنت موثوقية إنتاج شركة جنوب بارس للغاز بنسبة 2% في السنة التقويمية الإيرانية لعام 1401، التي انتهت في 20 مارس/آذار 2023، مقارنة بالعام الذي سبقه.
وأوضح شمشيري أن صادرات غاز النفط المسال للمجمع خلال الشتاء الماضي زادت بنحو 40%، مقارنة بحجم الشحن لدول أخرى في الموسم نفسه من العام السابق.
وأشار إلى أن عمليات الصيانة الشاملة في الشركة استمرت 23 يومًا قبل عامين، موضحًا أن المدة قُلصت إلى 19 يومًا العام الماضي، ما ساعد على إنتاج 570 مليون متر مكعب إضافية من الغاز في غضون 4 أيام.
احتياطيات حقل بارس الجنوبي
يتركز إنتاج حقل بارس الجنوبي على الغاز الطبيعي، إذ يُعدّ حقل غاز طبيعي تتشارك فيه قطر وإيران، وتطلق عليه الدوحة حقل الشمال، ويُعدّ من أكبر حقول النفط في العالم، حسب وكالة الطاقة الدولية.
ويُسهم حقل بارس بنحو 70% من الغاز الإيراني، كما يقود الصناعة وتنمية الاقتصاد في البلاد، ويوفّر مئات الآلاف من الوظائف.
ويُقدّر حجم احتياطيات حقل بارس الجنوبي -الذي يمتد على مساحة 3.7 ألف كيلومتر مربع- بنحو 14 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، و18 مليار برميل من مكثفات الغاز.
وتقع الطبقة النفطية في حقل بارس المشترك -الذي تبلغ احتياطياته نحو 900 مليون برميل- على مسافة 90 كيلومترًا من ساحل إيران وعلى الحدود المشتركة مع قطر، وهي عبارة عن الامتداد الجانبي لحقل الشاهين في قطر.
منصات الإنتاج في حقل بارس
أشار نائب رئيس التشغيل والدعم في شركة بارس للنفط والغاز سلمان خزاعي، إلى أنه يجري إنتاج 700 ألف برميل من مكثفات الغاز يوميًا من حقل بارس الجنوبي المشترك، وتُرسل 450 ألف برميل إلى مصفاة “ستارة” لإنتاج البنزين الذي تحتاج إليه البلاد.
وأوضح أن الطاقة الإنتاجية للغاز في مصفاة بارس الجنوبي تبلغ 705 ملايين متر مكعب، مشيرًا إلى أن إنتاج الحقل يتم من خلال 13 مصفاة غاز و37 منصة استغلال و6 آلاف كيلومتر من خطوط أنابيب الغاز.
وكان محافظ بوشهر (الواقعة في جنوب إيران) أحمد محمدي زاده، قد أكد في تصريحات -مؤخرًا- أن المصافي المختلفة ومنشآت الصناعات البتروكيماوية والمنشآت الأخرى الموجودة في منطقة حقل بارس تدرّ على البلاد ثروة قيمتها 80 مليار دولار سنويًا.
وأوضح المسؤول الإيراني أن منطقة حقل بارس الجنوبي مهمة وحساسة، ومع الاستثمار الكبير والمهم فيها تتمتع بقدرة كبيرة ودور خاص بالنسبة إلى الاقتصاد والإنتاج الوطني الإجمالي، مشددًا على ضرورة تطوير الصناعات التحويلية لمجمعات وصناعات منطقة حقل بارس الجنوبي.
