ماذا قدمت الانظمه العسكريه للسودان وباقي الدول العربيه التي اسقطت الربيع العربي الى الانقلابات
رئيس التحرير يكتب:
الفساد في حكم العسكر عندما احتضن العسكر ثورات الربيع العربي انتهت هذة الثورات بالانقلابات، ومع ان إسرائيل اكبر الاعداء لايمكن ان تفعل كما فعلوا حكم العسكر في البلاد العربيه يجب الغاء حكم العسكر الذي هو السرطان في النهضه المدنيه.
واضح من تجارب انقلابات العسكر على الأنظمة المدنية في الجمهوريات العربية منذ الخمسينيات وحتى اليوم كما في في مصر وسوريا وليبيا والعراق والسودان وحتى في جمهوريات الساحل-غرب أفريقيا كما شهدنا مؤخراً في تشاد ومالي-مرتين وبوركينا فاسو- مقاومتهم ورفضهم التنازل عن السلطة والحكم والعودة إلى مكانها الطبيعي في الثكنات العسكرية.
لذلك نشهد مؤخراً كثرة الانقلابات العسكرية ومحاولات الانقلابات، وديمومة حكم العسكر وتمسكهم بالسلطة والحكم وإقصاء المدنيين ـ ما يقود الدول للانهيار والفشل. وهذا ما نشهده في السودان اليوم.
وفي حالة السودان يبرز عامل خارجي مؤثر بتدخلات قوى إقليمية عربية ودولية تدعم طرفا على حساب طرف في الصراع المحتدم.
كما يبرز دور إسرائيل منذ عام 2020. وتبدو إسرائيل قلقة من تردي الأوضاع الأمنية في السودان وتأخير استلام المكون المدني للسلطة ـ ما يؤخر اكتمال تطبيع الاتفاقات الإبراهيمية. بتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وكل من دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب عام 2020 ـ بمبادرات وضغط وحوافز ودور قيادي من إدارة الرئيس ترامب. ورفع تصنيف السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ورفع العقوبات عنها.
هناك طلب من إدارة بايدن من إسرائيل الضغط على طرفي الصراع في السودان لوقف الحرب المستعرة! ما يدل على حجم النفوذ وعلاقة إسرائيل مع القيادات العسكرية في السودان!
تخشى إسرائيل من تداعيات حرب العسكر في السودان في تأخير وحتى عرقلة التوصل لاتفاقية سلام بين السودان وإسرائيل. حسب إسرائيل تم الاتفاق قبل أشهر على الخطوط العريضة لتوقيع اتفاقية سلام بين إسرائيل والسودان بموافقة واشنطن ـ وتم التأكيد على الاتفاق بزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين للخرطوم في فبراير الماضي. بدمج قوات التدخل السريع والاتفاق مع قوى الحرية والتغيير لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات عامة، تضع السودان في مسار ديمقراطي ـ ويتم نقل السلطة بعد عامين من المؤسسة العسكرية لحكومة مدنية، وتدمج قوات التدخل السريع مع القوات المسلحة خلال عامين. بينما يصر حميدتي على فترة انتقالية مدتها 10 سنوات! والمستغرب وصف حميدتي أن مواجهته العسكرية مع البرهان هي دفاع عن الديمقراطية! ويصادق البرلمان المنتخب على اتفاقية السلام مع إسرائيل.
وارتبطت إسرائيل مع السودان في عهد جعفر النميري بعلاقات ساعدت بنقل يهود أثيوبيا إلى إسرائيل وعمل الاستخبارات الإسرائيلية في السودان. لتنتكس العلاقة في عهد عمر البشير. وخاصة مع دعم إسرائيل تقسيم السودان وانفصال جنوب السودان!
تشكل حرب عسكر السودان المدمرة انتكاسة وتصعيدا كبيرين للسودان بجرفه نحو حافة الهاوية وتعميق أزمته كدولة هشة منذ تقسيم السودان عام 2009-وانقلابات العسكر منذ عام 2019- والإطاحة بحكم عمر البشير
وصراع جناحي المؤسسة العسكرية التي يتشارك رئيساها الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة العسكري الحاكم العسكري وقائد الجيش الفريق محمد حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات التدخل السريع (قوات الجنجويد من القبائل العربية في دارفور المتهمة بارتكاب جرائم حرب تحت حكم الرئيس المعزول عمر البشير) ما جعل السودان تُحكم بالشراكة والتنافس والصراع بين القائدين العسكرين وبالتالي ـ كانت المواجهة العسكرية والحرب التي نشهدها في نهاية العشر الأواخر من رمضان وعيد الفطر أمراً محتماً، خاصة بعد اتفاق الإطار في ديسمبر الماضي، وقرار دمج وضم قوات التدخل السريع ضمن قوات الجيش السوداني ـ وهوما يرفضه محمد حميدتي ـ حتى لا يفقد سلطته وسيطرته على قوات التدخل السريع.
ما يعمق المأزق والمواجهة هو دعم دول عربية إقليمية ودول كبرى، وخاصة روسيا ومجموعة مرتزقة فاغنر الروسية التي تقاتل بشراسة مع القوات الروسية في أوكرانيا وفي دول الساحل غرب أفريقيا ـ التي شهدت سلسلة من الانقلابات عام 2022 ـ وصعود روسيا وفاغنر وتعدد الانقلابات على حساب التراجع وانسحابات قوة الاستعمار السابق فرنسا من المنطقة.