مع جزيل الشكر لمحمد بن زايد بعد ازلال السيسي على الإفراج عن الجنود المصريين
رئيس التحرير يكتب:
مشاهدة الجنود المصريين أسرى في يد قوات الدعم السريع علي يد حميدتي نكسه مصريه جديدة في تاريخ مصر أمام أعيان العالم وفرحه اثيوبيا فيكم يا مصريين.
كان ملك مصر والسودان ولكن بعد انقلاب العسكر فصلت السودان عن مصر
إهانه جنود مصر وأسرهم على يد قوات الدعم السريع في السودان على يد حميدتي حتي يثبت جنوده في الخرطوم بالتخطيط مع الإمارات ومع ذلك الذهب مقابل السلاح
حتي يتم الإفراج عن الجنود المصريين بواسطة اماراتيه
بعيداً عن الحساسيات التاريخية لدى البعض، فإن السودان يمثل لمصر الشقيق وإن اختلفا، فمصارين البطن تتعارك، ويُذكر التاريخ للنحاس باشا قوله: “تقطع يدي ولا أوقع على انفصال السودان”، وذلك عندما كان معروض عليه استقلال مصر مقابل التنازل عن السودان. وإذا كان حدث الانفصال بعد ذلك، فإن الحرص استمر على أن تكون هناك علاقة أخوة ولو في حدها الأدنى بحسب العلاقة بين حكامها.
عندما نطالع أن وزير الخارجية الأمريكي قد أجرى اتصالات مع نظيريه السعودي والإماراتي لحث البلدين على التدخل لوقف إطلاق النار في السودان، فمن حقنا أن نسأل أين مصر، وهي الجارة بالجنب، والتي يربطها بالسودان مصير مشترك.
السعودي والإماراتي لحث البلدين على التدخل لوقف إطلاق النار في السودان، فمن حقنا أن نسأل أين مصر، وهي الجارة بالجنب، والتي يربطها بالسودان مصير مشترك؟
إن مصر في زمن مبارك لم تكن نظرتها لحكام السودان العسكريين هي نظرة عبد الفتاح السيسي، الذي سعى للتقارب مع الرئيس عمر البشير، وقدم له “عربون محبة” تمثل في رفض استقبال الصادق المهدي بعد مشاركته في ندوة تعرضت للسياسة السودانية في الخارج، وكان يقيم في مصر منذ عهد مبارك، رغم أن بينهما ودا مفقودا، من جانب المهدي نفسه، لأسباب تاريخية، لا ناقة لمصر المعاصرة فيها ولا جمل، ومع ذلك استقبلته القاهرة مقيماً لأن مصر هي المكان الطبيعي والبديل لشخصية بحجم الصادق المهدي.
فالسيسي اندفع في اتجاه تطبيع العلاقات مع البشير، لحصار معارضيه من ناحية، ومن ناحية أخرى لأنه كان يرى أن العقيدة العسكرية هي الأصل الجامع بغض النظر عن التوجهات الأخرى، حتى وإن كان يعلم أن الجذور الفكرية للبشير هي جذور إخوانية، وقد سعى للحصول على اعتراف منه بالنفي، على طريقة “أكاد أشك فيك لأني أكاد أشك في نفسي وأنت مني”، لكن البشير لم يمنحه ما يريد، وغطى على الأمر بالضحك لا بالاستنكار!
ولهذا تستقبل القاهرة الآن عدداً من القادة العسكريين السابقين، من بينهم قيادات الجيش الذين رفضتهم الثورة، فضلاً عن صلاح قوش، بغض النظر عن انتماءاتهم الأخرى، فالأصل عنده هو الانتماء العسكري وهو الانتماء الغالب، والانحياز لهذا الانتماء هو الذي جعله منحازا انحيازاً كاملاً ضد قوات الدعم السريع، بنفس درجة انحيازه لأن يحكم الجيش حكماً مباشراً، وينهي أي حضور للمدنيين، ولهذا ربما يسعده ما جرى مؤخراً لأنه سيتجاوز الاتفاق الإطاري، وقد ينتهي بالأمر إلى حاكم عسكري متغلب، يحكم مثله حكماً منفرداً، وهو الأمر المطلوب لديه!
الملف السوداني هو واحد من الملفات القليلة التي فيها خلاف بين الإمارات والقاهرة، فبينما يميل محمد بن زايد إلى حكم حميدتي أو الفوضى، يخشى السيسي بطبيعة الجوار من هذه الفوضى، وينحاز لرئاسة برهان بدون شريك ينتحل صفة عسكرية ليست له؛ مثل حميدتي وقوات الدعم السريع، ولهذا كانت بداية تحرك المليشيات بوضع يدها على مطار مروي، الذي ترابط فيه القوات المصرية، والخشية أن ينطلق الطيران المصري من هذا المطار لقصف مراكز الدعم السريع!
لا يستسغ القول إن إنحياز السيسي لطرف دون طرف لا يجعله مؤهلاً للوساطة، فالإمارات أيضاً منحازة، ولا أعتقد أن المملكة السعودية يمكن أن تراهن على أن يكون الدعم السريع هو سلطة الحكم، وحميدتي مغامر، ليس لديه ما يخسره سياسياً!
إن السيسي يتصرف دائماً في الملمات على أنه لا يوجد هناك ما يقلقه، وفي الوقت الذي كان فيه ضباط وجنود مصريون في قبضة قوات الدعم السريع، كان يعقد اجتماعاً مع مرؤوسيه ظهر فيه عسكريون على نحو قد يوحي للناظر للصورة أنه اجتماع حرب لتحرير الجنود، لكن الخبر أفاد بأنه لمتابعة مشروعات خاصة بالهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة، ومنها مشروعات الطرق، وتشييد الكباري، وكأنه لا يعيش على هذا الكوكب!
بعيداً عن اختطاف الجنود المصريين وهو أمر لا بد أن يثير الغضب العارم، فبدون هذا فإن ما يحدث في السودان، لا بد أن يكون على رأس جدول الأعمال.
ماذا بقي لمصر من أدوار في المنطقة، عززت مكانتها دولياً وفي الإقليم باعتبارها دولة مهمة لا يجوز تجاوزها، وهو ما كان يدفع الغرب للتقرب منها والعمل على ألا يسقط حكامها؟ وها هي تخرج طواعية من موقعها، ربما لفقد الإرادة وفقد الوعي بهذه المكانة وهذه الأدوار، في ظل حكم يدير البلد بمنطق تاجر الأراضي، أو السماسرة.