سياسة

بوريل: بناء علاقة أوروبية مع الصين أكثر تعقيدا من بنائها مع روسيا

أكد مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن بناء علاقة أوروبية مع الصين في الظروف المعاصرة، أكثر تعقيدا من بنائها مع روسيا الاتحادية.

وقال بوريل في مقال له نشرته اليوم الخميس، صحيفة “الباييس”: “تبقى قضية العلاقة مع الصين واحدة من القضايا السياسية المهمة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، ولكنها أكثر تعقيدا من التعامل مع روسيا.”

وأضاف: “بخلاف روسيا، تعد الصين لاعبا مهما بشكل خاص، ذلك أن حصتها من الاقتصاد العالمي تقترب من 20 في المائة، بينما تبلغ حصة روسيا حوالي اثنين في المائة”..

ولفت بوريل، إلى أن بكين تتمتع بنفوذ اقتصادي وسياسي ومالي كبير، وفي هذا السياق، تتضح طموحات بكين، التي تخطط لتشكيل نظام عالمي جديد مركزه الصين، لتصبح القوة الرائدة في العالم بحلول منتصف القرن.

وحذر السياسي الأوروبي من أن العديد من الدول تنظر للصين باعتبارها ثقلا موازنا للثقل الغربي، وبالتالي يتوجب على الاتحاد الأوروبي إعادة النظر في سياسته تجاه الصين لثلاثة أسباب على الأقل: التغييرات داخل الصين، حيث الايديولوجية القومية تتصاعد، زيادة حدة المنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين، وتحول الصين إلى لاعب رئيسي في القضايا الإقليمية والعالمية”.

ورأى أن الدول الأوروبية يجب أن تواصل تعاونها مع بكين قدر الإمكان، بالتزامن مع العمل على تقليل المخاطر الاستراتيجية ونقاط الضعف، وذلك بإعادة ضبط العلاقة في ثلاثة محاور: القيم، والأمن الاقتصادي، والأمن الاستراتيجي.

وتابع قائلاً: “فيما يتعلق بالأمن الاقتصادي، العلاقة التجارية غير متوازنة، والعجز التجاري لصالح الصين يزيد عن 400 مليار يورو سنويا، والسبب في ذلك لا يرجع لتدني القدرة التنافسية لدى الاتحاد الأوروبي، وإنما للسياسة المدروسة التي تتبعها الصين، إذ تواجه الشركات الأوروبية عقبات مستمرة وممارسات تمييزية.. علاوة على ذلك يواجه الاتحاد الأوروبي خطرا متزايدا يتمثل في الاعتماد المفرط على بعض المنتجات والمواد الخام الرئيسية.

وفيما يتعلق بقضية تايوان، شدد بوريل على ضرورة أن يستعد الاتحاد الأوروبي لكافة السيناريوهات، لكن في الوقت الراهن المسار الأمثل هو مواصلة التعاون مع الصين من أجل الحفاظ على الوضع الراهن، والعمل على تهدئة التوترات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى