سياسة

ألا يعني هذا التقارب مع سوريا أن النظام العربي لايقل قذارة عن النظام السوري؟!

رئيس التحرير يكتب

عودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية إلى الحضن العربي كما يقال، و لماذا تتسابق بعض الدول العربية على إعادة تأهيل النظام السوري على حطام وطن، وتهجير نصف الشعب السوري واعتقال وقتل الملايين من السوريين؟ أليست مكافأة قذرة لهذا النظام على جرائمه التاريخية؟

لاشك أن حضور بشار الأسد للقمة العربية، يبعث برسالة مرعبة لضحايا نظام بشار الأسد بعد 12 عاما، رغم أنه هو المستبد الذي عذب وسجن وقصف، وضرب بالغاز وحاصر شعبه الذي من المفترض أن يخدمه، يدخل القمة العربية وكأنه البطل، رساله تبعثها القمة العربية الفاشلة والتي تتحرك حسب المصالح وأحكامه.

هذا يوم حزين للدبلوماسية العربية

وها قد خرج الأسد من الإفلات من العقاب، ألا يستحي القادة العرب على إعادة العلاقات مع هذا المجرم مع أنفسهم؟

ألا يخجلون من دعوته لحضور القمة العربية المأمورة؟ إن هذا وإن دل على أنهم يباركون فعله بسوريا والسوريين. ها بشار الأسد يكافئونه بالمال على جرائمه التاريخية!

في عام 2011 ، قرر أعضاء جامعة الدول العربية بحق معاقبة الأسد جراء قمعه العنيف لانتفاضة شعبية سلمية إلى حد كبير وفشله في الإلتزام بمبادرة سلام عربية.
بينما أدت محاولة النظام الوحشية لسحق الإحتجاجات إلى اندلاع حرب أهلية، ودعمت دول الخليج الثرية المعارضة التي قاتلت للإطاحة بالأسد.

ومع ذلك، بعد مضي عشر سنوات، ومقتل ما لا يقل عن 300 ألف شخص وإجبار 12 مليونا على ترك منازلهم، اختارت معظم الدول العربية الترحيب بعودة الأسد إلى الحظيرة.

لا شك أن الجامعة العربية أنها هيئة بلا أنياب، ولا حتى فيها مبادئ الى حد كبير، كانت أخذت رد وعمل بلا نفاق في القضية الفلسطينية وهذا اليوم هو العار لها في ما الذي جعل بقية الشعوب العربية تكفر بالثورات العربية.

ألا يعني هذا التقارب مع سوريا أن النظام العربي لايقل قذارة عن النظام السوري؟ وماذا تتوقع من أنظمة عربية تمول الغارات الروسية بالرغم من وجود زيلينسكي في القمة العربية؟

يا هذا الوجه القبيح والزائف لكم أيها القادة

إعادة القبول بوجود سوريا، الذي اتخذه وزراء الخارجية هذا الشهر، يمنح انتصارا دبلوماسيا غير ضروري وغير مبرر “لمجرم حرب وشركائه في الجريمة – إيران وروسيا” .

ويرى من يدفعون باتجاه إعادة الارتباط مع نظام الأسد بأنه نهج سياسي واقعي، يعترف بأن الأسد لن يذهب إلى أي مكان بعد استعادته السيطرة على معظم البلاد بدعم عسكري من موسكو وطهران – وأن الدول العربية بحاجة إلى معالجة المشاكل التي تنتشر عبر الحدود.
ومن هذه المشكلات أزمة اللاجئين والإتجار غير المشروع بمخدر الكبتاغون، وهو عقار يسبب الإدمان ويمثل شريان الحياة الإقتصادي لدمشق، وصداعا متزايدًا لبلدان مثل الأردن والمملكة العربية السعودية، ولكن بإعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية، تمت مكافأة الأسد دون تقديم تنازلات أولاً لتخفيف معاناة السوريين.

هناك 6 ملايين لاجئ سوري في الخارج سوف يندفعون إلى الوطن إذا ضخت دول الخليج أو غيرها أموالاً لإعادة بناء المدن التي دمرتها قوات الأسد هي فكرة خيالية. ويخشى الكثير على حياتهم، إذ لا يزال عشرات الآلاف من السوريين محتجزين بشكل تعسفي أو “مختفين”.

لكن في المقابل ألم تنجح أمريكا وإسرائيل وروسيا وإيران في تثبيت النظام السوري وما على العرب إلا أن ينصاعوا لأوامر إسرائيل وشركائها. ألم يصبح بقاء النظام أمرا واقعيا بأمر من ضياع العالم وكلابه، ألا تتعامل الدول عادة بسياسة الأمر الواقع؟ ثم ماذا يستفيد السوريون أصلا من الجامعة العربية؟

أليس العراق واليمن ولبنان وليبيا والصومال والسودان أعضاء في الجامعة العربية؟ ماذا فعلت الجامعة العربية المزعومة التي فقد كل ثقة في الشعوب العربية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى