السلطة الرابعة

رئيس التحرير عزت الجمال يكتب: غزة كلمة السر للحرية والكرامة والصمود في ظل أوطاننا المحتلة

لا تزال حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني لليوم ال 85… كل الأوطان العربيه محتله طائرات الدول العربيه لا نراها سوء في استعراض في الأعياد الوطنية
هل هناك دولة عربية مستقلة؟.

كنا نظن آن الدول العربيه كلها حرة و أن غزة الوحيدة تحت الحصار، ولكن استيقظنا من النوم العميق وأكتشفنا أن العالم العربي كله محتل إلا غزة، انظروا إلى الدول التي تملك الجيوش والرتب والوزارات والطائرات تطاطئ رؤوسها وتختبئ وراء بيانات هزيلة تافهة لا تساوي الحبر الذي يكتب فيه ممثلو سبع وخمسين دولن يجتمعون ويصدرون بيانا، ولا يستطعون أن يدخلوا قارورة ماء إلى غزة المحتلة، ولكن أصبحت غزة كلمة السر للحرية والكرامة والصمود، 85 يوما من الإبادة تركت غزة كومة من حجارة، وكشفت عن همجية الكيان الصهيوني، الذي يحلم باستكمال نكبة 1948…شحنة إغاثة واحدة أو حتى إسعاف لا نملك القدرة على إدخالها إلى قطاع غزة إلا بأوامر صهيونية أو أمريكية.

هل هناك دولة عربية مستقلة…

كيف توقع دولة الإمارات العظيمة اتفاقية مع الاحتلال الإسرائيلي في عز المعركة لتشغيل جسر بري بين مينائي دبي وحيفا، مرورا بالأراضي السعودية والأردنية، وذلك كما قيل لتجاوز تهديد جماعة الحويثين بإغلاق الممرات الملاحية، ألا يعد في الحروب أن كل الأسلحة مباحة وعمل مشروعًا، فلماذا تأتي دول عربية وتخفف عنه الحمل هذا المحتل المجرم الصهيونى في غزة، وتعطيه بديلًا للممرات؟ هل تعمل هذه الدول على تخفيف الضغوط على المحتل المجرم، رغم كل الدماء التي تسيل من دماء الشهداء على التوالي ضد الشعب الفلسطيني في أرجاء الدولة الفلسطينية المحتلة، وبالأخص في قطاع غزة؟ وتلك المجازر الجماعية بحق المدنيين من شمال القطاع إلى جنوبه، لا تزال مستمرة، مع تدمير المشافي والمراكز الصحية تدميرًا كاملا، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا والقنابل الضخمة التي تقتل العدد الأكبر من “المدنيين”، وتهجير ما تبقى من سكان الشمال إلى الجنوب، وكل ذلك بحجة القضاء على حماس “الإرهابية”، وكل ذلك أمام أنظار المجتمع الدولي البائس في كل حرب يشنها الصهاينة على أرض فلسطين أو غيرها نجد المواقف العربية والإسلامية لا ترقى إلى مستوى أكثر من الشجب والاستنكار والدعوة إلى ضبط النفس، وتحميل الوسيط الدولي هكذا (أمريكا) التبعات، ودعوته لممارسة الضغط على الصهاينة في إيقاف العدوان والاحتلال والقتل وسفك الدماء، وكلما تجاوز العدوان كل القيم والمبادئ الإنسانية نجد أن الوسيط يتحول عن مهام الوساطة المزعومة إلى ممارسة المهمة الحقيقة وهي دعم وإسناد الصهاينة وإزالة كل ما يمكن أن يؤثر على وجودهم، ويهدد بقاءهم على الأرض المغتصبة (فلسطين).

أن انشغال الأنظمة السياسية العربية بديكتاتوريتها واستغلالها للقضية الفلسطينية لمآرب خاصة في الحكم والسلطة، وتجيير موارد دولها لتسليح جيوش لن تطلق رصاصة واحدة ولم تخضع حروبا إلا للخسارة، لم يشغل الشعب الفلسطيني الذي امتص مأساته عبر الجيل الأول للنكبة 1948، ثم جيل النكسة 1967، وبدأ بالانتفاض في 1987، ثم في 2000، إلى أن وصل اليوم إلى شن حرب مفتوحة يكاد يكون المنتصر فيها أمام ما يصنف بأنه أقوى جيش في المنطقة.

وبينما كانت الأنظمة السياسية العربية تتلاشى بفعل تآكلها من الداخل، وانتهاء مهمتها التي رسمها الغرب لها، لم تمت قضية فلسطين في قلوب الشعوب، ولم يلتهِ الجيل الجديد في فلسطين بكل ما يدور حوله من أزمات عربية مذلة، واشتغل على نفسه في صمت وهدوء خرج جنود من حماس والجهاد الإسلامي استطاعوا إذلال إسرائيل وهزيمة أسطورة “الجيش الذي لا يهزم”.

حقيقة تتجلى مع كل تجدد للصراع في فلسطين، تعود حمية العرب والمسلمين إلى قبلتهم الأولى ومسجدهم الأقصى الذي اعتقد البعض أنه تلاشى أو أُزيح من صدارة اهتمامات الشعوب العربية والإسلامية، لكن الملمات التي ما فتئت تتكرر على الشعب الفلسطيني تحافظ على أولوية هذه القضية، مهما حاول البعض تحييدها أو فرض نسيانها، أو تهميشها على حساب قضايا محلية ووطنية ذات أبعاد ضيقة للغاية.

لم تفت السنون في عضد القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية المركزية الأولى في حياة الشعوب العربية والإسلامية وتاريخها المعاصر، فمنذ سبعين عاما، بقيت جذوة المأساة الفلسطينية ماثلة أمام كل الأجيال المتعاقبة، رغم التلاعب الكبير ومحاولات حرف بوصلة الشعوب وإشغالها بقوت يومها، سواء من الغرب أو من الأنظمة العربية نفسها؛ تحت وطأة العمالة وخدمة مصالح الغرب.

ويدرك المؤرخون وعلماء السياسة أن زرع كيان صهيوني في المنطقة العربية، بأبعاده الدينية العنصرية، من شأنه أن يسهل عملية السيطرة عليها، عبر إشغالها في صراعات متواصلة لا تنتهي، منع هذه الدول من التنمية أو النهوض وفرض عليها حصر تفكيرها وتسخير إمكانياتها في كيفية التخلص من هذا الكيان الدخيل غير المرغوب فيه، أو هكذا كانت تتحدث الأنظمة العربية الحديثة، منذ بداية النكبة العربية في عام 1948 وقيام دولة إسرائيل الصهيونية.

لا يختلف اثنان على أن الحويثين دعموا حرب غزة من بعيد، وهو بالفعل ما بدا ظاهرا في حديث زعيم الحوثيين الأخير، عن إمكانية التدخل في فلسطين بالصواريخ والمسيرات إذا تدخلت الولايات المتحدة في الحرب هناك، ومن المؤكد أن هذا التطور سيزيد من تصعيد الصراع في اليمن، خاصة مع الدعم الإيراني للفصائل الفلسطينية ونظام غزة، وتخندقهم في خندق المقاومة والممانعة، حد تعبيرهم.

مع ورقة الضغط على إسرائيل في العمليات التي نفذها الحوثيون ضد السفن الإسرائيلية، وتلك التي تحمل شحنات متجهة إلى إسرائيل، ليعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ومن إسرائيل عن إطلاق ما يُسمى بتحالف “حارس الازدهار”، الذي يمثل قوة حماية بحرية “متعددة الجنسيات”، والذي ضم عشرة بلدان للتصدي لهجمات الحوثيين، وضم دولة عربية واحدة هي البحرين، وذلك لترسيخ ما أسموه المبدأ الأساسي لحرية الملاحة في البحر الأحمر، ثم يخرج الحرس الثوري الإيراني ليؤكد أن البحر المتوسط قد يُغلق إذا واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها ارتكاب الجرائم في قطاع غزة، وكان خامنئي قد أشار إلى الوقاحة الأمريكية في استخدامها الفيتو لمنع إصدار قرار بوقف هذا العدوان الذي أظهر واشنطن على حقيقتها وكشفت زيف ادعاءاتها بشأن حقوق الإنسان.

ويأتي قرار السيد العلم عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، قائد المسيرة القرآنية حفظه الله، باستهداف سفن المجرمين مقابل فتح المعابر وغوث المستضعفين المعتدى عليهم، ومدهم بالغذاء والدواء موقف مشرف أمام الله سبحانه وتعالى وأمام كل الأحرار والشرفاء من أبناء الأمة العربية والإسلامية، وفي مقابل ذلك نرى المجرمين يتداعون لسرعة إنجاد القتلة والمجرمين، وكأن الأرواح التي سفكت دماؤهم على أرض غزة وفلسطين لا شأن لهم بها، أفهناك خزي وعار بعد هذا الخزي؟.
لماذا يصر المجرمون على قتل الأبرياء والضعفاء والمساكين بكل أشكال الإجرام؟ ألا يكفي تلك الأسلحة المحرمة التي تحصد الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء؟ إلي أي مدى بلغت السفالة والانحطاط بهؤلاء المجرمين؟ أما الموقف اليمني فهو يبتغي الجزاء من الله، فلا عذر لأحد عن نصرة هؤلاء الضعفاء على أرض الرباط، وسيأتي اليوم الذي يعض المجرمون أصابع الندم على ما فعلوا في الدنيا قبل الآخرة.

ولكن السعودية قدمت عرضًا سخيا وضخمه للحوثيين من خلال مفاوضات مسقط عن البعد عن حرب غزة وفي المقابل قدموا عرضا ضخما للحوثيين يتضمن ملفات مكتوبة ومرقمة ومجدولة؛ لخطط تنموية؛ ترفع اليمن اقتصاديًا وتنمويًا وتعليميًا، وتعيده إلى مسارات طبيعية، تصب في صالح المواطن اليمني.
واكد طواف ان العرض يتضمن أمن ورفاهية واستقرار الجميع و سيتحقق بإنهاء الحرب في اليمن، وانتشال أهله الكرام من مستنقع الفقر والحرمان والتشرد، ووأد أي مشاريع سياسية ومذهبية دخيلة على اليمن؛ تحوله إلى بؤرة للتطرف، ومنجم للتشدد، ومغارة للجهل والخرافة، تخدم مشاريع دول لا تريد الخير لليمن أو السعودية.

وبمرور الأيام، يرتقي عدد أكبر من الشهداء، وتزداد مساحة الخراب، وتسوء أحوال الطقس بالصقيع الذي يطارد النازحين من ديارهم المنكوبة في الشمال، وبالمقابل تنكشف أكثر وقاحة الموقف الأمريكي التاريخي من الوجود الإسرائيلي بفلسطين وبأي صورة ممكنة وعلى أي حساب حتى لو كان مزيدا من الدماء البريئة، ومهما بدا على بايدن من حرج والتصريح بمحاولات المتطرف نتنياهو وحكومته بالحفاظ على أرواح مدنيين، لا يزال البنتاجون يمد الكيان واليمين المتطرف والجيش الإسرائيلي بالقنابل والأسلحة الفتاكة الممنوعة بموجب القانون الدولي، والذي أيضا يمنع منعا باتًا توجيه الرصاص إلى صدور الأطفال، وعدم التعرض لمنشآت خدمية كالمستشفيات والمدارس، لكن الكيان يضرب بكل ذلك عرض الحائط، وفي الوقت ذاته، لم تهدأ الفصائل المقاومة عن تأريق مضجعه، وتكبيده الخسائر اليومية، سواء في صفوف جنوده الذين بلغوا نحو 500 من القتلى منهم نحو 125 ضابطا، وحيث إن جيش الاحتلال قد فشل في تحقيق الأهداف المعلن عنها وهي تدمير حركة المقاومة الفلسطينية لكن قوات الاحتلال أعلنت عن بدء المرحلة الثالثة للحرب الغاشمة على غزة بعد عدة أسابيع، متضمنة إقامة منطقة عازلة في القطاع، وتسريح آلاف من جنود الاحتياط في جيش الاحتلال، وكذلك استمرار العمليات الموسعة في خان يونس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى