رئيس التحرير د. عزت الجمال يكتب: الضربة اليمنية…صاروخ ذو الفقار يهز مطار بن غوريون ويكشف عجز الدفاعات الأمريكية والإسرائيلية

في الرابع من سبتمبر 2025، سجّل التاريخ لحظة غير مسبوقة حين اخترق صاروخ يمني بعيد المدى، من طراز ذو الفقار، أربع طبقات من الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية ليسقط مباشرة في قلب مطار بن غوريون، أهم منشأة مدنية وعسكرية في إسرائيل.
الصاروخ انطلق من الأراضي اليمنية على بعد يفوق 2000 كيلومتر، واستغرق 11 دقيقة للوصول إلى هدفه. ورغم أن هذا الزمن كافٍ لاعتراض أي صاروخ باليستي، إلا أن نظام “آرو” الإسرائيلي ونظام “ثاد” الأمريكي فشلا فشلاً ذريعًا في التصدي له. النتيجة: حفرة عمقها 25 مترًا، وانفجار هائل أصاب المطار بالشلل التام، وأجبر شركات الطيران الدولية على وقف رحلاتها من وإلى تل أبيب.

الصدمة الإسرائيلية لم تكن فقط في حجم الانفجار، بل في سقوط “رمز السيادة الجوية” أمام أعين العالم. مقاطع الفيديو التي التقطها الركاب والمستوطنون وثّقت حالة من الذعر الجماعي، تدافع في القاعات، وارتباك السلطات في محاولة يائسة للسيطرة على الموقف.
القوات المسلحة اليمنية أعلنت مسؤوليتها الكاملة عن العملية، مؤكدة أن الصاروخ أُطلق ردًا على حصار غزة والإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكانها. المتحدث العسكري وصف يوم الرابع من سبتمبر بأنه “اليوم الأسود لإسرائيل”، مُضيفًا أن اليمن سيبقى في خط الدفاع الأول عن فلسطين حتى رفع الحصار ووقف العدوان.

وقد جاء في بيان صنعاء تحميل الأنظمة العربية والإسلامية المتخاذلة جزءًا من المسؤولية، باعتبار أن صمتها وتواطؤ بعضها شجّع إسرائيل على التمادي في جرائمها.
قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”.
وهنا يجب أن يُقال بوضوح: صمت ملوك ورؤساء العرب المطبعين مع الكيان الصهيوني هو العار بعينه. هؤلاء ليسوا سوى خونة، طعنوا الأمة في ظهرها، وباعوا فلسطين بثمن بخس، ورضوا لأنفسهم أن يكونوا عبيدًا عند واشنطن وتل أبيب. إنهم عار على الأمة الإسلامية، وعار على دماء الشهداء في غزة واليمن ولبنان.
التاريخ لن يرحم المطبعين. الشعوب لن تغفر لمن خانوا العهد. من يقف اليوم مع إسرائيل ضد فلسطين، لن يجد غدًا مكانًا بين الأحرار. الخونة لا يُستحق لهم إلا مصير واحد: أن يُحاكمهم الشعب، وأن يسقطوا كما يسقط العملاء دائمًا.

هذه الضربة لم تكن فقط صاروخًا عابرًا للقارات؛ بل كانت صفعة مدوية على وجه الكيان الغاصب، ورسالة إلى كل عميل يختبئ خلف قصوره وحراسه. الأمة قادرة على النهوض، والمقاومة قادرة على قلب المعادلات. واليوم صار اسم ذو الفقار حاضرًا في كل بيت إسرائيلي، كما صار الخزي حاضرًا في وجوه الخونة العرب.
إنها لحظة فاصلة: إمّا مع المقاومة والكرامة، وإمّا مع الخيانة والذل. والثورة قادمة، شاء من شاء وأبى من أبى.
أيها الإخوة، يا أبناء الأمة من المحيط إلى الخليج…
اليوم لا حديث عن الصمت، ولا مجال للتخاذل. ما جرى في مطار بن غوريون، وما أحدثه الصاروخ اليمني من هزّة في قلب الكيان الصهيوني، لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل كان صفعة على وجه الاحتلال، وكشفًا لعجزه، ورسالة مدوية تقول: إن المقاومة قادرة على قلب الطاولة، مهما كانت التحصينات ومهما كان الغطاء الأمريكي.

أيها العرب، أيها المسلمون، أيها الأحرار في كل مكان… كفى خيانة، كفى صمت!
لقد ماتت غزة تحت حصار جائر، تجويع ممنهج، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ. وها هي إسرائيل، مدعومة من حكام عرب خونة ومطبعين، تواصل عدوانها دون رادع. والملوك والرؤساء الذين يسمون أنفسهم قادة، صامتون، متفرجون على المجازر وكأن الدم الفلسطيني لا يعنيهم. هؤلاء الخونة يجب أن يعلموا أن صمتهم اليوم لن يحميهم غدًا.
أيها الشعب العربي، كفى انتظارًا من حكامٍ باعوا شرفهم وكرامتهم! لقد آن الأوان لننهض جميعًا، لننتفض، لنعلن للعالم أجمع أن صمتنا لم يعد خيارًا، وأن دماء غزة وصواريخ اليمن هي شعلة الثورة الحقيقية التي لا يمكن أن تنطفئ.
لن نسكت بعد اليوم. لن نسمح للخونة أن يسرقوا وطننا وأرضنا وكرامتنا. كل ملك مطبع، كل رئيس متخاذل، كل حاكم خان الأمانة، سيحاسب أمام شعوبهم أولًا، قبل أن يحاسبهم التاريخ.
يا شعوب العرب، أفيقوا! اجتمعوا، اتحدوا، واجعلوا صرختكم مدوية في كل عاصمة ومدينة وقرية. اقتلعوا الطغاة من عروشهم، واجعلوا الحكم للأحرار الذين لا يخافون الظلم، ولا يبيعون الأرض والكرامة.

الثورة ليست خيارًا بعد اليوم، بل واجب ديني ووطني وأخلاقي.
لن نركع إلا لله، ولن نسمح لأحد أن يعبث بمصيرنا. الحرية والكرامة والعدالة ليست شعارات تُرفع على الورق، بل أفعال تُمارس على الأرض، بالمقاومة والرفض، وبإسقاط الخونة والمطبعين من السلطة.
اليوم، صمت الحكام العار أصبح عارًا على الأمة بأكملها. وغدًا، ثورتنا ستكتب تاريخًا جديدًا، عنوانه الحرية والكرامة لكل الشعوب العربية والإسلامية. كل حاكم متخاذل وكل ملك خان سيجد نفسه أمام شعبٍ لا يرحم، لا يحابي ولا يساوم.
أيها العرب، اليوم يوم القرار، اليوم يوم الثورة، اليوم ساعة الصمت انتهت، وغدًا ساعة الحساب الكبرى. انطلقوا، انهضوا، وحققوا العدالة التي طال انتظارها.
