صحة

بريطانيا تواجه “فقر النظافة”.. المواطنون يتجنبون استخدام الصابون بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة

قالت صحيفة The Times البريطانية في تقرير نشرته الجمعة 21 يوليو/تموز 2023 إن بريطانيا تتحول إلى بلد يتجنب مواطنوه شراء الصابون في ظل تراجع مبيعات منتجات النظافة الشخصية وسط ارتفاع تكاليف المعيشة.

حيث تراجع الطلب على الصابون بنسبة 48% في النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بنفس المدة من العام الماضي، وفي الوقت ذاته تراجعت مبيعات غسول اليدين بنسبة 23%.
تراجع منتجات الصابون في بريطانيا جراء الوضع الاقتصادي

تشير الأرقام، التي جُمعت من ثلاث سلاسل أسواق مركزية كبيرة في بريطانيا، إلى أن منتجات رغوة الاستحمام تراجعت بنسبة 35%، وتراجع جل الاستحمام بنسبة 1%. ولم تخالف هذا الاتجاه سوى مبيعات معقم اليدين، إذ ارتفعت المبيعات بنسبة 29%.

وتبين هذه البيانات التي وفرتها شركة Reapp، التي تعمل مع الأسواق المركزية لتسلط الضوء على اتجاهات المبيعات، كيف صار المستهلكون متأثرين بارتفاعات الأسعار.

تقول الشركة إن تراجع مبيعات الصابون يرتبط ارتباطاً مباشراً بارتفاع الأسعار، فقد ارتفع متوسط سعر قالب الصابون بنسبة 50% هذا العام.

قال جيمس لامبلوغ، المدير التجاري في شركة Reapp: “يشير تحليلنا لبيانات المبيعات الحديثة التي تخص الأسواق المركزية، إلى أن المتسوقين في البلاد لا يزالون مضطرين لاتخاذ قرارات صعبة بين الضروريات التي تحتاجها الأسر”.
وأوضح: “نشهد تراجعات كبيرة في مبيعات فئة العناية الصحية الشخصية، مما يشير إلى أن المستهلكين يقللون المنتجات التي لا تعد ضرورية بسبب استمرار أزمة التكاليف المعيشية”. وأضاف: “وبرغم ذلك، رأينا أن تأثير الجائحة باقٍ، فقد كانت مبيعات معقم اليدين هي نوعية المنتجات الوحيدة التي سارت عكس هذا الاتجاه”.

يعرّف النشطاء “فقر النظافة” بأنه “عدم القدرة على تحمل تكاليف الكثير من منتجات النظافة والعناية الشخصية، التي يعتبرها كثير منا مِن المسلمات”، وذلك وفقاً للامبلوغ.
بريطانيا تواجه فقر النظافة.

قالت منظمة The Hygiene Bank، وهي منظمة خيرية تعمل مع الموردين والمتطوعين للتبرع بالمنتجات إلى الفئات الأشد ضعفاً، إن أمثلة فقر النظافة تتضمن عدم القدرة على شراء مزيل العرق؛ لأن هناك حاجة إلى المال لدفع فواتير الكهرباء، أو غسيل الشعر والملابس بنفس سائل الغسيل الرخيص المستخدم في غسيل المواعين.

وأوضحت المنظمة أن البحوث تشير إلى أن 6% من البالغين متأثرون بفقر النظافة، لترتفع النسبة إلى 13% بين الأسر ذات الدخول المنخفضة و21% بين ذوي الإعاقة.

لكن انخفاض مبيعات منتجات النظافة تشير إلى اتجاه أوسع، إذ إن كثيراً من الأشخاص القادرين على تحمل تكاليف الصابون يفضلون عدم استخدامه.
بريطانيا أشبه بأوروبا في التعامل مع النظافة

يشير أحد التفسيرات إلى أن البريطانيين صاروا أشبه بالأوروبيين في نهجهم الذي يتخذونه في التعامل مع النظافة. فقد أشارت بحوث سابقة إلى أن أقل من نصف الفرنسيين يستحمون يومياً، وفي المقابل يستحم حوالي 75% من البريطانيين بصفة يومية.

وتقول نظرية أخرى إنه عندما تصير الميزانية محدودة، يرى كثير من الأشخاص أن منتجات النظافة هي رفاهية أكثر من كونها منتجات ضرورية.
ويبدو أن هذا الاتجاه ليس مقصوراً على المملكة المتحدة. قالت صحيفة The Australian هذا الأسبوع إن المتسوقين في سلسلة Coles، التي تعد واحدة من أكبر الأسواق المركزية في البلاد، يقللون من مشتريات الصابون وغسول الاستحمام. وقالت إن مبيعات كلا المنتجين انخفضت بمقدار الثلث خلال المدة الواقعة بين شهري مايو/أيار 2022 ومايو/أيار 2023.

الخبر السار أنه في حين أن البريطانيين لم يعودوا نظيفين مثلما كانوا، فإنهم يحاولون -على الأقل بدرجة ما- أن يبذلوا جهوداً لإخفاء الرائحة. فقد قالت شركة Circana لبحوث التسويق، إن مبيعات الروائح ارتفعت بنسبة 10% حتى الوقت الراهن من هذا العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى