برلمانية تطالب بمنع ماء طانطان عن مدن الصحراء
طالبت النائبة البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عويشة زلفى، وزير الداخلية بالتدخل لإيقاف ما اعتبرته “استنزافا للثروة المائية بإقليم طانطان من طرف بائعي الماء الذين ينقلونه إلى جهتي العيون الساقية الحمراء والداخلية واد الذهب”، فيما أجاب الوزير عبد الوافي لفتيت بمحدودية استغلال بائعي الماء للآباء والثقوب المائية بإقليم طانطان.
وقالت زلفى في سؤال كتابي موجه إلى وزير الداخلية، “تتعرض الفرشة المائية الباطنية بمنطقة تعسالت للاستنزاف المفرط خاصة وأن بلادنا تعرف هذه السنة نقصا وشحا كبيرا في التساقطات المطرية، لكن في المقابل فالفرشة المائية بتعسالت تعرف استنزافا كبيرا بسبب الضغط الكبير عليها من طرف بائعي الماء الذي يتم نقله الى جهة العيون والداخلة وحرمان ساكنة طانطان من حقها في ماء تعسالت الذي تستعمله في الشرب وإعداد الشاي”.
وتعرف جهتي العيون الساقية الحمراء والداخلية وادي الذهب، إقبالا على الماء القادم من إقليم طانطان نظرا لعذوبته مقابل آثار الملوحة في ماء الصنبور بالجهتين، والقادم أساسا من تصفية مياه البحر، ويستعمل “ماء طانطان” أساسا في الشرب وإعداد الشاي.
وتابعت البرلمانية في سؤالها المعنون بـ”تقننين استعمال الموارد المائية بآبار تعسالت بمدينة طانطان”، أن الإقبال على ماء طانطان بالجهتين المذكورتين يتم “في ظل غياب أي تدخل من القطاعات الوصية بمنع استغلال واستنزاف الفرشة المائية الباطنية بمنطقة تعسالت بمدينة طانطان”، وساءلت الوزير عن “استراتيجية الوزارة من أجل الحفاظ على الثروة المائية بتعسالت بمدينة طانطان والحد من استنزافها المفرط”، على حد تعبيرها.
بالمقابل، كشف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت في جوابه أن منطقة تعسالت تضم 111 ثقبا مائيا، 75 منها عبارة عن آبار غير مستغلة بسبب إصدار قرارات الإغلاق بشأنها من طرف وكالة الحوض المائي لدرعة وادنون، و18 بئرا معدا للاستعمال الفلاحي، و13 مخصص لتزويد ميناء طانطان بالماء الموجه لصناعة الثلج، فيما يبلغ عدد الآبار المخصصة للاستعمال المنزلي للساكنة خاصة في الشرب وإعداد الشاي حوالي 5 آبار فقط.
وأفاد أنه تم القيام ببحث وإحصاء بمنطقة تعسالت قصد اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لتأمين سلامة الآبار والأثقاب المائية بتاريخ 16 إلى 18 مارس الماضي.
وأضاف أن “الفرشة المائية بمنطقة تعسالت عبارة عن فرشة سطحية ذات صبيب يتراوح ما بين 0,1 الى 0,5 لتر في الثانية، يتم تطعيمها من خلال مياه الأمطار الموسمية لحوض تجميعي تبلغ مساحته 864 كلم”، مردفا “ولتطعيم هذه الفرشة المائية تم إنجاز سدين مائيين على روافد بن خليل هما سد خنك مسعود وسد وين كورة”.
وتابع لفتيت “وقد عملت وكالة الحوض المائي لدرعة واد نون على تسوية وضعية بعض المستفيدين من أجل ترشيد استعمال الماء، وإعطاء هذه الآبار صبغة قانونية، كما أنها بصدد إنجاز دراسة لإنجاز عتبات للتغذية الاصطناعية للفرشات المائية بحوض درعة السفلى (إقليم طانطان)، منها الفرشة المائية لتعسالت”.
أما بخصوص الحفاظ على الثروة المائية بمنطقة تعسالت والحد من استنزافها المفرط، أكد وزير الداخلية على أن “السلطات المحلية الإقليمية تعمل بتنسيق مع مختلف المتدخلين من أجل تفعيل التدابير الضرورية للحد من تأثير ندرة المياه بإقليم طانطان، كما وضعت من بين أولوياتها اتخاذ إجراءات استعجالية للتخفيف من آثار ندرتها المحتملة بهذه المنطقة والحد من الاستغلال العشوائي لها، وذلك من خلال حث المصالح المختصة المعنية على الحد من إصدار رخص الحفر بالإقليم بصفة عامة، وبمنطقة تعسالت بصفة خاصة، والتصدي لظاهرة الاستعمال غير القانوني للماء وحفر الآبار العشوائية”.