السلطة الرابعة
أخر الأخبار

رئيس التحرير د. عزت الجمال يكتب: ركوب الجمل في الصحراء مع اليهودي الصهيوني: وقاحة إسرائيل تهز الأمة العربية

لم يعد خافيًا على أحد أن ما يُسمّى بـ«إسرائيل» ليس دولة تبحث عن سلام، بل كيان صهيوني يعيش على دماء العرب وخراب أوطانهم.
منذ قيام هذا الكيان، لم يعرف الشرق الأوسط سوى الحروب والمجازر والابتزاز، فكلما اقترب العرب من الأمل، خرج أحد قادة الاحتلال ليعيدنا إلى حقيقة لا تقبل التجميل: أن إسرائيل عدوة، لا شريك سلام.
سموتريتش.. وقاحةٌ على الهواء
في أحدث مشهدٍ من مشاهد العنصرية الصهيونية، خرج وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش ساخرًا من المملكة العربية السعودية وموقفها الرافض للتطبيع المجاني، قائلاً بعبارته المستفزة:
“قالوا لنا لا تطبيع مقابل دولة فلسطينية؟ لا، شكرًا، استمروا في ركوب الجمل في الصحراء.”
كلمات فاضحة كشفت ما في صدورهم من احتقارٍ للعرب، واستهانةٍ بأمةٍ تمتد جذورها في عمق التاريخ.
لم تكن زلة لسان، بل وجهٌ آخر لذهنية الاحتلال التي لا تعرف سوى الغرور والتعالي.

ردود داخلية محرجة واعتذار لا يمحو الإهانة
تصريحات سموتريتش أحرجت حكومة نتانياهو داخليًا ودوليًا. فقد سارع زعيم المعارضة يائير لابيد إلى القول:
“إلى أصدقائنا في السعودية والشرق الأوسط، سموتريتش لا يمثل إسرائيل. السعوديون الذين يسخر منهم اليوم هم مستقبل الاقتصاد الإسرائيلي.”
لكن الضرر وقع بالفعل، فالوزير المتطرف اضطر إلى الاعتذار متأخرًا قائلاً إن ما صدر عنه “ليس موقفًا رسميًا”، إلا أن الرائحة النتنة للعنصرية كانت قد ملأت الأجواء.
حتى وزير الدفاع السابق بيني غانتس وصف تصريحاته بأنها “دليل على جهلٍ وسوء تقديرٍ للمسؤولية”، مؤكدًا أن “إسرائيل تستحق حكومة خالية من المتطرفين.”
زيارة بن سلمان إلى واشنطن… هل ستُرفع راية الكرامة أم راية الركوع؟
تأتي تصريحات سموتريتش في توقيتٍ حساس، قبل الزيارة المرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن.
زيارته هذه، التي تروج لها أروقة القرار كخطوة تاريخية نحو “السلام”، تُلقي بظلالٍ من الشك: هل ستذهب الرياض لالتقاط صفقة ترضي واشنطن وتُلبي حسابات دولية على حساب كرامة الأمة؟ أم ستكون للزيارة وقع مختلف، أعنف في مطالبته بالاحترام واستعادة القرار العربي الحر؟
الأمر المؤكد أن الإملاءات الأمريكية لم تتوقف؛ فواشنطن تمارس ضغوطًا واضحة على الأنظمة الخليجية، وتوظف أدوات المال والسلاح والدبلوماسية لتمرير صفقات تُرضي الكيان وتُكتم أنفاسَ الشعوب. والسؤال الآن: هل يسلم القادة مفاتيح الكرامة مقابل وعودٍ وهباتٍ ووعودٍ انتخابية تُخاطب ناخب البيت الأبيض أكثر من شعوب المنطقة؟.

حكام يخافون على كراسيهم… والشعوب لن تصمت
للأسف، ثمة حكوماتٍ عربية تفضّل الأمان على الكرامة، وتعرفها الشعوب:
مصر والأردن وبعض أركان السلطة في الخليج، الإمارات المطيعة، البحرين الفاشلة في خياراتها، والمغرب الذي أخذ مسارات تصهينٍ مع العدو.
هؤلاء الذين يخشون على كراسيهم يتعاملون مع قضايانا الوطنية كصفقات تُغلق خلف الأبواب، غير مبالين بأن الكرامة لا تُفدى بثمن.
لكن الشعب العربي صار يعي؛ لا نقبل إهانة أي عربية، ولا نرضى أن يُمس شرف أمتنا.
ويجب أن يعلم كل حاكم يخشى على كرسيه أن الشعب لا يبول على كرامته، مهما امتد الزمن ومهما طال الليل.
فلسطين… الجرح الذي يرفض أن يندمل
بينما ينشغل العالم في صفقات التطبيع، فلسطين تنزف كل يوم.
أطفال يُقتلون، نساء تُهجّر، ومقدسات تُدنّس،
والعالم يكتفي بالبيانات، فيما العرب يُبتزون بالمعونات والمصالح.
ومع ذلك تبقى فلسطين عنوان الكرامة، والاختبار الحقيقي لموقف كل عربي ومسلم.
فلا معنى لأي سلامٍ مع من يغتصب أرضك ويهين رموزك.
أمةٌ ذات ثقل عالمي وعددنا هائل
يجب أن تتذكر النخب الحاكمة أن المسلمين في العالم يقدّر عددهم بين 1.9 و2 مليار نسمة، أي حوالي ربع سكان الأرض — قوة بشرية هائلة لا يُستهان بها.
الأمة العربية والإسلامية في انتظار قائد عربي موحد يوحد الصفوف، حتى الآن لم يظهر، ولكن سيظهر قريبًا، ليوجه الأمة نحو القرار المستقل، وليرد الكرامة لأصحابها.

الرسالة إلى قادة العرب: الكرامة أولًا
نناشد قادة العرب أن يضعوا الكرامة الوطنية فوق كل اعتبار، وأن لا يبيعوا مشاعر الشعوب لصفقاتٍ قصيرة الأجل.
الشعوب تريد موقفًا شجاعًا، لا تبريراتٍ مهترئة.
كلمة واحدة تليق بهذه الأمة تكفي: كفى.

لن نُبتز، لن نُشترى، ولن نُطبع مع من يسخر من صحرائنا ويقتل أبناءنا.
الحقيقة بلا رتوش — نحن أبناء صلاح الدين
لقد قالها التاريخ، وستقوله الشعوب: الأمة التي أنجبت صلاح الدين الأيوبي محرر القدس، لا تُهزم بالألفاظ ولا تُشترى بالمال.
نحن أبناء عزٍّ وكرامة، ولن نركع لا أمام سموتريتش ولا أمام نتنياهو، ولا أمام أي من يهدد كرامتنا باسم مصالحٍ زائفة.
الأمة عربية كانت وستبقى، والشعوب لن تسكت مهما طالت الليالي، لأن من في قلبه عروبة وإيمان… لا يبيع القدس، ولا يساوم على الكرامة بركوب جملٍ في الصحراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى