دولي

استهدفت حاخامات ومستوطنين.. عمليات “الكُنس” اليهودية بالقدس تشابهت ملامحها فهل تتشابه نتائجها؟

القدس المحتلة – أعادت عملية إطلاق النار التي نُفذت في كنيس داخل مستوطنة “النبي يعقوب” في القدس والتي قتل فيها 7 مستوطنين ونفذها خيري علقم ليل الجمعة 27 يناير/كانون الثاني 2023 إلى أذهان المقدسيين الهجوم الذي نفذه أبناء العم غسان وعدي أبو جمل في كنيس “هار نوف” بالقدس الغربية يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، وأسفر حينها عن مقتل 5 حاخامات وجرح آخرين.

كما أن عدد القتلى الإسرائيليين في عملية مستوطنة “النبي يعقوب” ذكّر المقدسيين بإطلاق النار الذي نفذه الشاب المقدسي علاء أبو دهيم عام 2008 في كنيس “مركاز هراف” بالقدس، وأدى إلى مقتل 8 إسرائيليين حينها.

وجاءت عملية “النبي يعقوب” بعد يوم واحد على المجزرة التي نفذتها قوات الاحتلال في مخيم جنين شمال الضفة الغربية واستشهد فيها 9 فلسطينيين.

وبينما كانت ردود إسرائيل عنيفة على هجمات القدس الأكبر في السنوات الـ15 الأخيرة، يقرأ مراقبون وخبراء سيناريوهات الرد الإسرائيلي الذي يأتي وسط تصعيد غير مسبوق في القتل اليومي للفلسطينيين خاصة منذ وصول الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو التي توصف بالأكثر تطرفا في تاريخ الدولة العبرية.
الأكاديمي والباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد أكد للجزيرة نت أن إسرائيل كانت تتوقع ردا فلسطينيا على مجزرة مخيم جنين، التي استشهد فيها 9 فلسطينيين، لكن ليس بالشكل الذي جاءت عليه عملية الكنيس في القدس.

وأضاف أن البطش والإجرام في مخيم جنين كان واضحا أنه سيؤدي لردود فلسطينية فردية في ظل عدم قدرة السلطة والفصائل الفلسطينية على ردع إسرائيل.
الذي ستحاول إسرائيل استغلاله كونها حدثت داخل مكان عبادة يهودي وأثناء الصلاة الخاصة بيوم السبت، وسيعمل كل من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش على إقحام البعد الديني في الصراع والمواجهة، متناسين أنهما المسؤولان عن تأجيج ذلك وليس الفلسطينيين.

– توقيت العملية: جاء بعد يوم واحد من مجزرة جنين التي تعطش الفلسطينيون بعدها لرؤية القتلى والدم الإسرائيلي انطلاقا من قاعدة أن العنف لا يجر إلا العنف وأن القتل لن يؤدي إلا للقتل، ولإيصال رسالة مفادها أن السياسة الإسرائيلية المتبعة في مخيم جنين لن تمر دون ثمن.

– هوية منفذ العملية: الذي ينحدر من شرقي القدس ويحمل بطاقة الهوية الإسرائيلية الزرقاء، خرج ليقول إن سياسة إسرائيل الرامية لتفتيت الشعب الفلسطيني والتفريق بين من يعيش في القدس والضفة الغربية والداخل الفلسطيني وقطاع غزة فشلت.

ورغم رفع حالة التأهب على الحدود مع قطاع غزة، فإن الرد جاء من شاب صغير قتل 7 إسرائيليين بمسدسه، في حين كلّفت عملية اقتحام مخيم جنين إسرائيل مئات الجنود والآليات العسكرية لقتل عدد مشابه من الفلسطينيين.
وعمّا سينتج عن عملية الكنيس الأخيرة، قال شديد “دخلنا فعليا في مواجهة تتمثل في عمليات فعل ورد فعل من الجانبين، فمن جهة لن يقف المستوطنون مكتوفي الأيدي في الضفة الغربية والقدس، ومن جهة أخرى ستفتح هذه العملية الفردية شهية شبان فلسطينيين آخرين وستشجعهم على تنفيذ عمليات”.

ورغم حالة الارتباك العميقة في الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية بعد وقوع العملية، فإن أجهزة الأمن الإسرائيلية لم تعترف بفشلها، وذهبت للقول إن إقدامها على إعدام المنفذ منع وقوع عملية كبرى، في محاولة لاسترضاء الشارع اليميني.
وتأتي هذه العملية بعد أسابيع من تولي بن غفير منصب وزير الأمن القومي، فاستقبل منصبه بعملية أوقعت عددا كبيرا من القتلى لم يسجل في القدس منذ عملية الشاب علاء أبو دهيم عام 2008.

وفي صقيع ثلاجات الاحتلال، رقد جثمان الشابين المقدسيين غسان وعدي أبو جمل لمدة 36 يوما قبل تسليمهما لذويهما لدفنهما، وتلت تلك العملية سلسلة عمليات فردية تصاعدت وتيرتها مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2015 فيما عُرف بـ”هبّة القدس”، التي تميزت بالعمليات الفردية التي يصعب تنبؤها، وما زال هذا النوع من العمليات أكثر ما يقض مضاجع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى