صحة

كيف تستنزف السكريات مخ الإنسان؟

توصل الباحثون إلى أن الإكثار من تناول السكريات يرهق المخ ويستنزفه في عمليات حيوية زائدة عن الحاجة. وقد أصبحت نتائج الدراسة التي قام بها مجموعة من الباحثين في جامعة ميتشيجان الأمريكية، موضوع نقاش واسع وعلى مستويات جديدة تمامًا؛ حيث توصلت إلى تحديد “كيفية استنزاف السكريات لمخ الإنسان” عبر تجارب معملية تم إجراؤها على ذباب الفاكهة، ونُشرت في أحدث إصدارات مجلة “الطبيعة”.

كما أظهرت النتائج أنه عندما يتعرض ذباب الفاكهة إلى نظام غذائي عالي السكر من جيلي الجلوكوز، يتم استنزاف عمليات الأيض أو التمثيل الغذائي الرئيسية في أدمغته.

وتمكن الباحثون من إظهار أن تغيير مستويات معدلات الأيض جعل ذباب الفاكهة يأكل أكثر من خلال تغيير السرعة التي شعروا بها بالشبع. بينما قالت مونيكا دوس، من الباحثين المشاركين في الدراسة: “ما وجدناه هو إعادة بناء لعملية الأيض، جاء نتيجة تراكم تدريجي من التعرُّض المبكر للسكريات لفترة أطول، وبحلول اليوم السابع لتبني نظام غذائي غني بالسكريات، كان لدى ذباب الفاكهة صورة مختلفة تمامًا لتلك العملية”.

ووفقًا للبحث، فإن التغييرات التي طرأت على هذا التمثيل الغذائي وأثَّرت على المخ تشبه تلك التي تمر بها الخلايا السرطانية لتغذية نموها؛ حيث وجد الباحثون أن نحو 20 عملية أيض/ تمثيل غذائي قد تأثرت بالنظام الغذائي المليء بالسكريات. لذا، فإن الفريق البحثي يخطط لاكتشاف كيف تؤثر عمليات الأيض على النوم والتعلم والذاكرة، مثلما تؤثر على تناول الطعام.

وحتى الآن، تعد هذه الدراسة واحدة من ضمن أسباب أخرى تجعلنا ندرك مدى تأثير تناولنا للسكريات المصنعة والمضافة وأيضًا المصادر الخفية للسكريات في الأطعمة الشائعة. فإذا كنت تواجه مشكلة في التقليل من حبك للأطعمة المُحلاة، إليك بعض النصائح للابتعاد والتخلص من إدمان السكريات:

تجنب عصير الفواكه والفواكه المجففة

يحتوي كوب من عصير التفاح على كمية السكر نفسها الموجودة في كوب من المشروبات الغازية. ويقدر ذلك بنحو 12 ملعقة صغيرة من السكر. كما أن الفواكه المجففة تحتوي في مكوناتها على نسبة سكريات تصل إلى 70%؛ فإذا كانت تؤكل كما هي بما تحتويه من ألياف ومياه، فنحن عادة نكون قادرين على هضم الفركتوز “سكر الفاكهة”، غير أنه في حال إزالة الألياف أو الماء -أي في حالة العصير أو الفواكه المجففة- فإننا نكون في مواجهة مع كمية من السكر لا يستطيع نظامنا الجسدي معالجتها ببساطة.

الابتعاد عن الصلصات

هل تعلم أن صلصة الباربكيو تحتوي على كمية السكر نفسها الموجودة في كوب من الشيكولاتة؟ خصوصًا صلصة الطماطم؛ حيث يقدر ربع كوب فقط من صلصة الطماطم بكوب من السكر.

تناول أطعمة ذات مكونات بسيطة

من أسهل الطرق للقضاء على السكريات الخفية؛ خصوصًا حينما تكون خارج المنزل، أن تختار نوع الطعام الذي لا يحتوي على مكونات كثيرة قدر الإمكان. فإذا كنت في مطعم مثلًا يمكنك البحث عن شرائح اللحم المشوية والخضراوات المطهوة بزيت الزيتون بدلًا من طبق الأرز بالكاري. وفي السوبر ماركت يمكنك اختيار الأطعمة ذات المكونات الأقل والبسيطة.

احترس من المنتجات الصحية

تم العثور على بعض الأطعمة المحملة بكمية كبيرة من السكر في محلات الأطعمة الصحية. ولتجنب الإفصاح عن السكريات في تلك الأطعمة؛ تلجأ الشركات إلى تحليتها بسكر النخيل، أو سكر جوز الهند أو شراب الصبار الأمريكي، وكل تلك الأشياء عبارة عن سكريات؛ لكنها تأتيك تحت عناوين أخرى.

ثمانية أسابيع

يقول علماء النفس إن التخلص من عادة ما قد يستغرق مدة تصل إلى 60 يومًا. والسكريات عادة صعب التخلص منها؛ حيث تعد واحدة من أكثر العلاقات العاطفية العميقة المتجذرة في الإنسان، وبالتالي قد يستغرق الأمر من 6 إلى 8 أسابيع. فبعد ما يقرب الشهرين من الامتناع عن السكر أو تقليله يصبح الجسم قادرًا على تحديد ما هي كمية السكريات التي قد يحتاج إليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى