تتميز فراشة “Great Monarch” عن غيرها من الحشرات بأنها النوع الوحيد المعروف الذي يقوم بـ”الهجرة” في سلوك مشابه لبعض أنواع الطيور والثدييات التي تنتقل لمسافات كبيرة بحثا عن الأجواء الملائمة والماء والطعام.
وتنتقل هذه الفراشات، التي يعني اسمها “الملك” على طول 3 آلاف ميل بين كندا والمكسيك، وكشفت دراسة جديدة إن نجاح الرحلة قد يعود بشكل كبير إلى البقع البيضاء الموجودة على أجنحتها.
وتقترح الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة جورجيا ونشرها موقع Goodnews network أن الفراشات التي تحتوي على بقع بيضاء أكثر تمتلك فرصا أفضل في الوصول إلى وجهتها الشتوية.
وعلى الرغم من أنه لم يتضح بعد كيف تساعد البقع في هجرة الأنواع، إلا أنه يعتقد أن البقع تغير أنماط تدفق الهواء حول الأجنحة.
وبالإضافة إلى القدرة على الطيران لهذه المسافات الطويلة، يحير العلماء أيضا بالكيفية التي يتمكن فيها دماغ الحشرة الصغير نسبيا من معرفة طرق الهجرة.
وحلل الباحثون ما يقرب من 400 جناح فراشة جمعت في مراحل مختلفة من الرحلة، ووجدوا أن الفراشات التي نجحت في الوصول إلى وجهتها لديها نسب أقل من اللون الأسود، وأكثر من اللون الأبيض على أجنحتها.
كما أظهر تحليل إضافي لعينات شملت ستة أنواع أخرى من الفراشات أن Monarch لديها بقع بيضاء أكبر بكثير من أبناء عمومتهم من الفراشات غير المهاجرة.
وتشير الدراسة إلى أن التلوين يرتبط بكمية الضوء والحرارة التي يتلقونها أثناء رحلتهم. ويعني مزيد من البقع البيضاء تعرضا أكثر لأشعة الشمس.
وقال أحد مؤلفي الدراسة إن كمية الطاقة الشمسية التي تتلقاها الفراشات طوال رحلتها كبيرة، خاصة وأنها تطير بأجنحتها مفتوحة معظم الوقت”، مضيفا “بعد القيام بهذه الهجرة لآلاف السنين، اكتشفت طريقة للاستفادة من تلك الطاقة الشمسية لتحسين كفاءتها الجوية”.
