رئيس التحرير عزت الجمال يكتب: الكيان يواصل احتلال معبر رفح…مصر في صمت بعد الموافقة والمشاركة في هذا العار… معارك شرسة في شمال رفح
قال تعالى في كتابه الكريم”…أرجع إليهم فلناتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صغرون…” صدق الله العظيم
كان الجيش المصري وإعلامه يقول رفح خط أحمر، ولكن هي خطة مصرية إسرائلية، فجاء دخول جيش الاحتلال وسيطر على الخط الأحمر …يا للعار …وظهرت الخيانة كما هي العادة.
لولا السيسي لم يكن نتانياهو ليفعل تلك الفعلة، كل القصة هو أن نتانياهو كان يريد إفساد الاتفاق بعد موافقة حكومة غزة اللي بلغت مصر الموافقة قبل اجتياح رفح، علشان صورته أمام الشعب الإسرائيلي، وكذا بن غفير واليمين المتطرف علشان يمنع تفكيك الحكومة، وأنه ينفذ طلبهم في دخول رفح.
هذة كارثه أولا على اسرائيل، وثانيا على مصر وعلى كل الأنظمة العربية وعملية الاستقرار في الشرق الأوسط.
مصر جزء من حصار غزة ورفح وقتل الابرياءفي غزة ورفح الان ولا فرق للرئيس السيسي ونتانياهو الاثنين عمله واحدة.
إن الأنظمة العربية كلها أنظمة مستبدة يحكمون شعوبهم بالحديد والنار، يحكمون شعوبهم بالقتل والتدمير، كل من يتكلم بكلمة يسجنوه، لذلك كل الأنظمة تتلاقى في أمر واحد هو الاحتلال، احتلال لفلسطين واحتلال إرادة الشعوب. إن الشعوب لا تريدهم، ولذلك يحتلون هذه الكراسي رغم أنف الشعوب بالقبضة الأمنية، ولكن إلى متى سيزيل الله عرشكم بإذنه، ولا حول ولا قوه الا بالله.
تبين أنه معظم الأنظمة العربية هي حامية للصهاينة، لايمكن أن ندخل لفلسطين فاتحين، أو ندخل في حرب مع إسرائيل إذا ما أسقطنا بعد الأنظمة العربية الصهونية.
تبين من حرب غزة أن هذة الأنظمة هي اللي حاميه إسرائيل، وهي اللي توقف مع الصهيانه، هذا للأسف المشهد العربي الذي لايعرف إلا العار والخزي.
الفرق بين الرئيس المنتخب والعسكري المنقلب…
في القضية الفلسطنية، فإن الرئيس مرسي أشهد الله أنه بريء من هذه الاتهامات، لقي ربه ثابت على الجمر، ما باع ولا اشترى، لم يفرط في غزة، كيف يفرط في سيناء، رجل وقف مع غزة …وقف مع القدس والأقصى على منبر الأمم المتحدة، افتخر بانتسابه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
الرئيس العسكري المصري يقول إذا كان هناك فكرة للتهجير، توجد صحراء النقب في إسرائيل ممكن قوي يتم نقل الفلسطنيين حتي تنهي إسرائيل من مهمتها المعلنهدة في تصفية المقاومة، أو الجماعات المسلحة حماس والجهاد الإسلامي، وغيره في القطاع ثم بعد كدة تبقى ترجعهم إذا شاءت، لكن نقلهم إلى مصر العملية العسكرية دي ممكن تستمر سنوات.
اما الرئيس المنتخب الذي أفزع الإمارات والسعودية وصهيون واتفق عليه قال نرى ما يقع في غزة من عدوان وقتل للرجال وللنساء، للأطفال دماء تراق، أكرر تخدير منه، وأؤكد مرة ومرة لمن يعتدون أنه لن يكون لهم سلطان على أهل غزة، لن نترك غزة وحدها، مصر شعبها الكبير وإمكانياتها الضخمة ورجالها الأفذاذ، ونسائها القادرات على العطاء، لن يتركوا غزة وحدها.
رحمك الله يا مرسي شهيدا…
وقف الحرب في غزة في أسبوع، هذا هو الرئيس المدني المنتخب من إرداة الشعب، أما الرئيس العسكري يقول أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي جنبا إلى جنب المواطن المصري.
منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” التي أطاحت بركائز الأمن القومي الإسرائيلي، شنت المستعمرة الصهيونية حرب إبادة على غزة، في محاولة يائسة لاستعادة قوة الردع، وخاضت إسرائيل الحرب دون وجود خطة استراتيجية بأهداف محددة واضحة، ولم تتمكن من تحقيق الأهداف المعلنة للحرب باستعادة الرهائن والقضاء على حركة حماس، وبعد دخول الحرب شهرها الثامن لا تزال إسرائيل تتخبط في حرب الإبادة دون تحقيق أي إنجاز عسكري استراتيجي يذكر، وكلما تعمّق فشل القيادة الإسرائيلية اخترعت مبررات وأسباب واهية للعجز عن إنهاء الحرب، وبعد أن استنفدت حكومة نتنياهو الفاشية المتطرفة ترسانة الكذب والتضليل؛ علّقت أسباب الفشل والعجز عن تحقيق نصر حاسم على المقاومة باعتراض دول العالم على عملية اجتياح مدينة رفح في جنوب قطاع غزة.
أصبحت رفح الشماعة المفضلة التي تعلق عليها إسرائيل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أسباب الفشل، فالدعاية الإسرائيلية تصر على أن قيادة حماس، إلى جانب أربع كتائب من المقاتلين، متمركزة في رفح، وتحتجز الرهائن هناك، وأن العملية البرية في رفح ضرورية لتحقيق “النصر الكامل”، حيث باتت رفح متلازمة من هوس نتنياهو الذي اعتاد تكرار التهديد باجتياحها للتخلص من الضغوطات النفسية التي باتت تحاصره والمصير المحتوم الذي ينتظره لحظة الإعلان عن وقف الحرب. فقد أعلن نتنياهو أربع مرات على الأقل خلال الشهرين الماضيين عن اقتراب العملية العسكرية البرية على المدينة المكتظة بالسكان والنازحين، وجرى تضخيم معركة رفح وكأنها المعركة الأخيرة الحاسمة التي يخوضها الاحتلال مع دولة عظمى، وكأن حرب الإبادة المتواصلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ليست سوى بروفة للتحضير للمعركة الكونية الكبرى.
ومع أن الذكاء الأمريكي حاول أن يلعب بورقة التطبيع، وهدية إدماج المملكة العربية السعودية فيه، حتى يقنع إسرائيل، بأن ما خسرته في حربها مع حماس، ستكسب أضعافه بتطبيع السعودية ومن سيأتي بعدها، لكن المنطق الإسرائيلي، هذه المرة، يريد أن يخوض مغامرة كسب أمنه القومي، من خلال إبادة جماعية لقطاع غزة، تضمن من خلالها ألا تتكرر «مغامرة» طوفان الأقصى مرة أخرى.
التحولات الاستراتيجية، تقول: لا الذكاء الأمريكي، ولا الدرس الإسرائيلي، يرسمان السيناريو الجاري اليوم، فالمملكة العربية السعودية لا تجد أمام واقع الإبادة الجماعية في غزة ما يحفزها على خوض «مغامرة التطبيع» فقد كانت في شروط أفضل، ومع ذلك، ربطت تطبيعها بشروط سياسية، يبدو اليوم تحقيقها من قبيل الحلم، فيما المقاومة الفلسطينية، تقدم كل يوم دروسا في الصمود والمواجهة، وتصر على نفس شروطها في التفاوض، بما يعني أن دروس إسرائيل، هي مجرد استهلاك إعلامي للداخل، ليس إلا.
في التحولات الاستراتيجية، نتوقف على أربعة محددات أساسية: أولها أزمة الداخل التي تواجهها إسرائيل وحلفاؤها، والتي لا يلوح أي حل أو تسوية لها دون وقف الحرب، والثاني، هو العزلة الدولية لإسرائيل، والتي أضحت مع عملية رفح شاملة، حتى إن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو صار يستعيد دروس المحرقة، ويوجه الخطاب للأمريكيين، بأنه تعلم من هذه الدروس أن يسير لوحده إن تطلب الأمر حماية إسرائيل، وهو ما يعني، شعورا عاما لدى صناع القرار السياسي الإسرائيلي، أنهم صاروا لوحدهم في المعركة، معزولين من أي سند، حتى من حلفائهم، الذين صاروا يعتقدون أن تقديم سند مطلق لإسرائيل في ظل الشروط القائمة، يمثل تهديدا سياسيا وانتخابيا يصعب تحمله، والثالث هو خسارة إسرائيل معركة الرأي العام، وحدوث تغير غير مسبوق في دعم الشعب الفلسطيني، والرابع، هو تحول المؤسسات الدولية، المعنية بالعدالة والحقوق الإنسان، إلى طرف مدين يتعقب إسرائيل، ويحاكمها دوليا، ويقدم سندا كبيرا لعزلها وتقوية الموقف الفلسطيني المطالب بحق الشعب الفلسطيني بالحق في الحياة والكرامة والخبز.
لنتأمل مؤشرين دالين اثنين نضيفهما إلى استمرار وفاعلية التهديد الذي يشكله دور الحوثيين في البحر الأحمر، ووقف تركيا للعلاقات التجارية مع إسرائيل بشكل نهائي، وتعليق الولايات المتحدة الأمريكية لشحنات الأسلحة لإسرائيل وتهديدها بإيقاف إمداد السلاح لها في حال اجتياحها لرفح، فهذان المؤشران يؤكدان سيناريو اللعبة الأخيرة، وأن إسرائيل، ليس أمامها أي ورقة أخرى تلعب بها إن أصرت المقاومة الفلسطينية على الصمود.
أخلاقيا وسياسيا واستراتيجيا، كسبت المقاومة الفلسطينية المعركة في إدارتها لفن التفاوض، فقد خرجت بردها الإيجابي من الحرج والركن الضيق، وألجأت إسرائيل إليه، والعالم اليوم، بما في ذلك الداخل الإسرائيلي، يرى بأن مشكلة التفاوض هي إسرائيل، وفي الحالة التي تنتهي فيها ورقة رفح، وهي لا شك تنتهي لنفس المآل الذي انتهت إليه مراحل الحرب المختلفة التي قسمتها إسرائيل دون أن يعرف الخبراء الحد الفاصل بين مرحلة ومرحلة، وماذا تحقق في الأولى حتى تم الانتقال إلى الثانية، وهل دخلت المرحلة النهائية، أم لا تزال. يوم ينتهي مفعول هذه الورقة-ورقة رفح-لا يبقى لإسرائيل سوى أحد سيناريوهين: العودة لطاولة المفاوضات والقبول بهذه الصفقة مع توقع تشدد فلسطيني في طلب الأثمان مقابل الأسرى (المرحلة الثالثة) أو سيناريو المغامرة، والاستمرار في حرب لا يعرف أحد مستقبلها ومصيرها، وفي هذه الحالة، فإن إسرائيل ستكون رسمت لنفسها مصيرها النهائي، أي السقوط والزوال، تماما، كما توقعت المقاومة وفصائلها.
سيكتب التاريخ أن غزة كانت لوحدها وحولها 21 بلدا عربيا مدجج بالسلاح لم يحرك ساكنا، للأسف سيكتب التاريخ أن الإمدادات العسكرية الأمريكية داعما لجيش الاحتلال، انطلقت من قاعدة الأمير الحسن في الأردن، للأسف سيكتب التاريخ أن متطوعون إماراتيون تطوعا في صفوف نجمه داود الحمراء للمساعدة في علاج الجرحى الصهاينة… للأسف سيكتب التاريخ أن أهل غزة احتاجوا الغذاء والدواء والماء وعلى مرأى ومسمع من العالم وجمهورية مصر العربية، لم تسطيع إدخال شحنة معونات لإغاثتهم، لأنه لاتأخذ الأمر إلا من صهيون… سيكتب التاريخ أن غزة الصغيرة والمحاصرة قهرت جيش يخشاه 21 جيشا من الجيوش العربية…للأسف سيكتب التاريخ أن غزة رسمت طريق الأمة، ثبتت علئ مواقفها، ولم ترضخ للاحتلال وأعوانه.
إن مشهد الخيانة الذي يحدث مع غزة يفوق مشاهد الخيانة جميعا التي حدثت مع ملوك الطغاة، الكل يقدم الخدمات مقابل الاحتفاظ بالعرش، العائلة التي تجند جيش الاحتلال وتضمن ولائها مقابل هذا الاتفاق توريث الحكم جيل بعد جيل وتوريث القهر والذل والطغيان والفساد.